ما هي مدرسة الإسكندريّة؟

مدرسة الإسكندريّة هي مركز بحثي مسيحي، ودار نشر، ومركز تعليم متخصِّص تابع إيمانيًّا للكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة.

متى نشأت المدرسة؟

نشأت المدرسة إثر تعاون مثمر ما بين دير السيدة العذراء، برموس، وكنيسة مارجرجس سبورتنج، عام 2009، من خلال نشر دوريّة مدرسة الإسكندريّة.

لماذا نشأت المدرسة؟

كانت الرؤية منذ البداية أنّ هناك باحثين كنسيين قد كرسوا حياتهم للدراسة اللاهوتيّة، وقد انفقوا حياتهم في الدراسة، ولكن لم تكن هناك ثمّة مؤسسة داعمة لنشر أعمالهم البحثية المتخصّصة، من هنا كانت البداية، من خلال تكوين نافذة لخروج تلك الدراسات القيمة للنور. وعلى الجانب الآخر، حرصت المدرسة، منذ البداية على رعاية الشباب الجاد في البحث اللاهوتي من خلال ربطهم بالمتخصصين في المجالات موضع اهتمامهم، ومساعدتهم في نشر أعمالهم، بعد المراجعات اللاّزمة، وعونهم لاستكمال دراساتهم في جامعات معتمدة حتى يستطيعوا أن يخدموا الكنيسة بما حصلوا عليه من معارف لاحقًا. 
لذا يمكن أن نقول إنّ المدرسة عملت على إنشاء جسر لنشر الأعمال البحثيّة المتخصّصة، وإنشاء جسر علاقاتي ما بين المتطلّعين من الشباب للبحث الأكاديمي، والمتخصّصين في هذا الأمر.

ما معنى الشعار الذي تبنته المدرسة؟

حافظت المؤسّسة على شعار مدرسة الإسكندريّة اللاّهوتيّة والمأخوذ من سفر إشعياء في ترجمته السبعينية:

ˮإن لم تؤمنوا فلن تفهموا“ (إش7: 9)

فالمعرفة المسيحيّة ليست هدفًا في حدّ ذاته ولكنّها أداة لقبول وعي الكنيسة التي تحرّكت مستندة على إيمان صلد طوال تاريخها. فإن كانت الأفكار تتوالد ليل نهار ممّا يشوش على الوعي المسيحي الأصيل، فإنّ هدف العمل الأكاديمي والبحثي هو إزالة تلك المشوشات وذلك للتأصيل لما كانت تحياه الكنيسة في أصالته الأولى وبهائه الأكمل حتى يستطيع الإنسان المسيحي أن يحيا بفكر المسيح كما تسلّمته الكنيسة حيًّا نابضًا من فم المخلِّص.



هل المدرسة هي نتاج عمل فرد أم مجموعة معًا؟

منذ بداية العمل في مدرسة الإسكندرية، كانت الفكرة الرئيس والحاكمة هي أن يكون العمل جماعي، من خلال شركة تعبر عن محبّة صادقة مخلصة أمينة لكنيسة المسيح. لذا فقد كان هناك اجتماعًا تأسيسيًّا لمدرسة الإسكندريّة في عام 2009 في دير السيدة العذراء برموس، ببركة نيافة أنبا إيسيذورس، رئيس الدير، وقد حضر الاجتماع، القمص تادرس يعقوب ملطي، والقمص مرقص داود (مارجرجس سبورتنج آنذاك)، نيافة أنبا مقار (أبونا مقار البرموسي آنذاك)، أبونا سارافيم البرموسي، أبونا باسيليوس صبحي (د. ماجد صبحي آنذاك)، أبونا غريغوريوس رشيدي (د. مجدي رشيدي آنذاك)، أبونا لوقا يوسف (أستاذ ريمون يوسف آنذاك)، أبونا زكا فايز (الأستاذ هاني فايز) د. جوزيف موريس، د. جورج عوض، د. عماد موريس، د. سامح فاروق، الأستاذ مراد مجدي، الأستاذ رفيق عادل.
وانضم للعمل بعد ذلك الكثير والكثير ممّن تفخر المدرسة باسهاماتهم عبر السنوات الماضيّة، وعلى رأسهم نيافة أنبا إبيفانيوس.
وعلى إثر ذلك، وعلى مرّ السنوات، تخلّقت إدارة جماعيّة لمدرسة الإسكندريّة، حتى يكون العمل مؤسساتيًّا لا يرتكز على شخصٍ ما أو على توجهٍ أوحد.

هل المدرسة تابعة للكنيسة القبطية الأرثوذكسيّة؟

المدرسة تابعة إيمانيًّا للكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة، فضلاً عن أنّها كيان له وجود قانوني شرعي من خلال استيفاء كلّ الأوراق المطلوبة للعمل قانونيًّا (فالمدرسة ليست كنيسة، ولا تقدِّم شعائر دينيّة). فمن الوجهة الإيمانيّة هي تابعة للكنيسة القبطية الأرثوذكسيّة، ومن الوجهة الإدارية هي كيان شرعي قانوني يؤودي ما عليه من التزامات قانونيّة وضريبيّة للدولة.

هل نالت المدرسة بركة قداسة البابا تواضروس على العمل؟

بالفعل، وعلى إثر إنشاء المدرسة ككيان له شرعيّة قانونيّة، والبدء في الحصول على الموافقات اللاّزمة لتكوين دار النشر والمركز البحثي والتعليمي، تمت زيارة قداسة البابا تواضروس الثاني، في مقره بدير الأنبا بيشوي، وقد أطلع على أنشطة المدرسة البكر، ومطبوعاتها الأوليّة الوليدة، وحصل على ألبوم صور لفعالياتها الأولى، وقد بارك العمل، إذ كان على اطلاع دائم على الأنشطة الأوليّة وكان قد كتب افتتاحية خاصة في مجلة الكرازة للإشادة بالمجلة متمنيًّا لها النمو والازدهار.

ما هو فكر المدرسة؟

فكر المدرسة عقائديًّا هو فكر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية السكندرية. ولكن المدرسة كمؤسسة بحثيّة تفرق بوضوح ما بين اجتهادات الباحثين في المجالات المفتوحة التي يُسْمَح فيها بتنوُّع الآراء في بعض القضايا، على أن يكون الأساس العقائدي لتلك الاجتهادات هو العقيدة بحسب الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة. فالمدرسة تفرق، من جهة، بين العقيدة الصلبة التأسيسية، المعبّر عنها مباشرة في قانون الإيمان، وبشكلٍ ضمني في صلواتها الليتورجيّة، وهي العقيدة المستلمة جيلاً بعد جيل، معاشة، ومعلَّمة، ومن جهة أخرى، الرأي اللاهوتي الشارح للعقيدة، والذي يسمح بطبيعته بالتنوّع انطلاقًا من تتبُّع هذا التباين رجوعًا إلى عصر الآباء الأوائل.
لا يوجد تنوع في العقيدة، ولكن فقط في مساحات الآراء التفسيرية للعقائد، أو يمكن أن نقول زوايا الرؤية المتنوّعة لنفس الحقيقة. بالطبع، هناك من لا يضع خطًا فاصلاً بين الأمرين، ولكن المدرسة ترى هذا الخط الفاصل بوضوح، لذا فالمدرسة يوجد بها تنوُّع بين العاملين بها والناشرين بها في القضايا الخاصة بالرأي اللاهوتي، بينما العقيدة الأرثوذكسيّة المستلمة كنقطة صلبة ومُنْطَلَق مُحدَّد للفهم المسيحي فلا يوجد تنوّع فيه بين العاملين والناشرين، وهو الذي يحكم ما يُقبل للنشر من عدمه تحت مظلة المدرسة.

لماذا تنشر المدرسة كتابات لأناس لا ينتمون للتقليد القبطي السكندري؟

هناك بالطبع مساحات يمكن أن نقول إنّها مساحات مشتركة وغنيّة بين الكنائس ذات التقاليد المشتركة، وهو الذي يسمح للمدرسة بأن تبحث في المناطق المشتركة، وتترجم عملاً لمؤلِّف يعمل في تلك المساحة.
إلاّ أنّ الأهم هو أنّ المدرسة لم تكن أوّل من يقوم بهذا الأمر. فهناك إرث كبير وطويل، بدءًا من كنيسة مارجرجس سبورتنج، والتي نشرت لراهب من الكنيسة الشرقية، وسائح روسي على دروب الربّ، وغيرها من المؤلفات، كما كان نيافة أنبا أثناسيوس المتنيح وأنبا بيمن المتنيّح قد قاما بنشر العديد من الكتب في هذا المجال، وكذلك كنيسة العذراء الفجالة، والتي نشرت لأنتوني بلوم، وكذلك أبونا مرقص داود كاهن كنيسة مارمرقص بشبرا والذي قام بترجمة أعمال ف. ب. ماير ومتى هنري، وكذلك إيبارشية بني سويف التي تنشر أعمال الأب أنتوني كونيارس، وكذلك الكلية الإكليريكية للأقباط الأرثوذكس والتي نشرت للأب مارك شريدن، وكذلك مركز دراسات الآباء التي نشرت لكثيرين منهم ليف جيليه وكاليستوس وير والمطران جورج خضر وتيتو كولياندر وغيرهم، ومؤسسة بناريون التي نشرت لفي سي صموئيل، ت. ف. تورانس، وكنيسة مارمرقس كليوباترا والتي نشرت لهنري نوين ... وغيرها العشرات من الأمثلة التي يصعب حصرها.

ولكن إن كانت هناك بعض الكتب والتي رأى البعض أنها تهدم ثوابت إيمانيّة، فلماذا تتمسكون بنشرها؟

المدرسة لا تتمسك بنشر أي شيء، قُدِّم لها بخصوصه طلب رسمي للمراجعة من المجمع المقدس. هذا الأمر لم يحدث قط.  ولكن كانت هناك تحفظات على كتاب كيف صلى يسوع كيهودي، نظرًا لبعض العبارات التي قد تعكس توجهًا إيمانيًّا  غير مستقيم. وحينما تم النقاش معنا حول هذا الأمر، لم نتمسَّك بالعمل على الإطلاق، بل على العكس بادرنا وأوقفنا طباعة العمل، حرصًا على السلام وتأكيدًا على احترامنا للرأي الآخر، وهذا الأمر له سنوات.
ولكن على الجانب الآخر، هناك بعض الملاحظات التي تصلنا من أناس، ولا تعبِّر سوى عن رأيهم الشخصي في كتاب آخر، وعدّة مقالات في المجلّة، وهذا قد احترمناه أيضًا، وأضفنا هامشًا لأمر، رآه البعض ملتبسًا.
فالمدرسة بكلّ تأكيد ليست متمسكّة بشيء، طالما هناك موضوعيّة في الرأي، وهي تحترم الخصوصيّة الثقافيّة للكنيسة، فبكل تأكيد كلّ تعبير هو ابن بيئته السياقيّة، فما يكون مقبولاً في مجتمعٍ ما، من جهة الصياغة، قد يكون حساسًا في مجتمعٍ آخر. هذه العمليّة من التعرّف على الحساسيّة الثقافيّة تأتي بالخبرة والممارسة في العمل البحثي يومًا بعد يوم.

هناك من يرى أن اسم مدرسة الإسكندريّة خاص بالكلية الإكليريكية، فقط، وأنتم بهذا استبعدتم الإكليريكيّة من كونها امتداد شرعي لمدرسة الإسكندريّة؟!

مدرسة الإسكندريّة بالنسبة لنا اسم مُلهم، يعكس بريق سكندري عريق لآباء كانوا على منارة لإعلان سر المسيح للعالم.
وهنا نريد أن نوضِّح عدّة نقاط:
(1) حينما اخترنا اسم مدرسة الإسكندرية، كان ذلك في الاجتماع بدير البرموس الذي أشرنا إليه سابقًا، وكان هناك ثلاثة أساتذة من الكليّة الإكليريكيّة وهما د. ماجد صبحي (أبونا باسيليوس)، ود. مجدي رشيدي (أبونا غريغوريوس) والأستاذ هاني فايز (أبونا زكا)، ولم تكن لديهم تلك الحساسيّة الحصريّة لاستخدام الاسم.
(2) حينما اخترنا معًا هذا الاسم، لم نقصد به الامتداد الحصري لمدرسة الإسكندرية من دون باقي المؤسسات!! فحينما اختار المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية اسمه، هل يعني ذلك حصرية الامتداد الآبائي دون غيره من المؤسسات؟! بالطبع لا. المسمى بالنسبة لنا مظلة الهام، لنا كما هو لغيرنا، فقط ونحن نرى أنّ كلّ مؤسسة كنسيّة تعمل في العمل اللاّهوتي هي امتداد شرعي لمدرسة الإسكندريّة، لنشكل معًا، روافد متنوّعة لأصلٍ بهي.
(3) لم نكن نحن أوّل من استخدم الاسم؛ فمثلاً الكنيسة الأسقفيّة بمصر، حينما أنشأت معهدها اللاّهوتي أطلقت عليه مدرسة الإسكندريّة اللاّهوتيّة (AST)، هل هذا معناه حصريّة الامتداد أيضًا؟ بالطبع لا.
الاسماء هي بؤر إلهام، وليست تأكيد شرعيّة حصريّة من دون الآخرين ...
لم نفكِّر قط في الأمر من تلك الزاوية ..

هناك من يرى أنكم تنافسون الكليّة الإكليريكيّة؟

لا يمكن مقارنتنا نحن المؤسسة الوليدة الصغيرة بكيان كبير كالإكليريكيّة، علَّم فيه أساتذه، وتخرَّج منه عبر السنين من كان لهم أثر كبير في الحياة الكنيسة. المقارنة من الأساس ليست عادلة للإكليريكيّة، وغير منصفة لنا!!
من جهة أخرى، المدرسة معنيّة بالأكثر بالنشر، كدور نشر، ومركز بحثي، كما أنّها لا تقدِّم بكالوريوس في العلوم اللاّهوتيّة مثل الإكليريكيّة، بل فقط كورسات ومحاضرات وشهادات لما بعد البكالوريوس. فالمقارنة إذًا من جهة طبيعة الدور الذي نؤديه غير جائزة؛ فنحن إذًا نتحرّك في دائرتين منفصلتين من جهة نوع العمل، ولكن مشتركين في الرؤية المعنيّة بالتعليم اللاّهوتي شأننا شأن كلّ المؤسسات ودور النشر المسيحيّة الأرثوذكسيّة معًا.

هناك البعض ممن يُحسبون على المدرسة لهم لغة حادة في تناولهم للقضايا المثارة على صفحات التواصل الاجتماعي، لماذا تتبنى المدرسة هذا النهج؟

كثيرًا ما يتم الزج باسم المدرسة في قضايا، ومن خلال أشخاص، ليست مسؤوله عنها بأي شكل من الأشكال، ومع كلّ هذا كانت المدرسة تؤثر الصمت من أجل السلام، وإن كان عبر ذبيحة تقدمها المدرسة حينما يشهر بها!!!
يجب أن نفرق بوضوح ما بين العاملين بالمدرسة (وهم وحدهم الذين يمثلون المدرسة رسميًّا)، وبين من ينشرون أو يترجمون بين الآن والآخر مع المدرسة، كما مع مؤسسات أخرى، وبين من يحضرون بعض لقاءات المدرسة بين الآن والآخر، كما يحضرون في أماكن أخرى، وبين من يكتبون بشكل فردي على صفحات التواصل الاجتماعي.
هناك انطباعًا تم تمريره للكثيرين أنّ كلّ من يكتب رأيًا مخالفًا هو عامل بمدرسة الإسكندريّة، وهذا رأيها ونهجها في تلك القضية من جهة المحتوى الموضوع للرأي ومن جهة آلية عرضه الحادّة والمتجاوزه أحيانًا.
وهنا علينا أن ننتبه لعدّة نقاط:
  • لا تملك المدرسة وصاية من أي نوع على حريّة التعبير عن الرأي لدى كلّ شخص، فهو مسؤول إيمانيًّا وأخلاقيًّا عن مواقفه.
  • لا تتبنّى المدرسة رأيًّا أو آلية تعبير عن الرأي إلاّ من خلال منبرها الرسمي؛ سواء موقعها، أو صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي، أو من خلال منشوراتها الرسميّة، وما عدا ذلك هو مساحات الأشخاص الحرّة، وغير المعبِّرة عن المدرسة.
  • يجب أن نفرق ما بين رأي المدرسة، والرأي الشخصي لكل شخص اسهم مع المدرسة في أمرٍ ما. إن كان كل من يكتب بالمدرسة هو المدرسة فهذا يعني أن كل الآباء الأساقفة والكهنة والباحثين الذين نشروا مقالات بالمدرسة هم المدرسة!
  • وإن كان المحاضر في مكان هو المكان، هذا يعني أن كل محاضر في أي كنيسة أو أي مركز تعليمي هو الكنيسة والمركز التعليمي، وأن كل كاتب مع دار نشر هو دار النشر. لا يوجد هذا الأمر في أي مكان. هناك تعاون مع البعض في بعض النقاط ذات الاهتمام المشترك، وهو ما يكون موضع النشر أو التعليم فقط. لذا حينما نجد محاضر في مكان، هذا لا يعني أن كل أفكار المحاضر هي أفكار المكان، وأن كل رؤى المكان هي رؤية المحاضر.
  • إن نشر مقال أو ترجمة كتاب مع مدرسة الإسكندريّة، لا يمنح المدرسة الوصاية على الشخص؛ الوصاية السابقة واللاّحقة! فقد يكون له رأي ما في موضوع ما يخالف التوجّه العام لدى المدرسة، ولكن هذا الرأي لم يعرض في المقال أو الكتاب المنشور مع المدرسة.
  • لو حكمنا على كلّ مؤسسة أخلاقيًّا من خلال من يحضر فعاليتها، فإننا بهذا سنحاكم الاجتماعات التي تعمل على تشجيع الشباب الذين لديهم مشاكل أخلاقيّة ليحضروا ويكون لهم دور في بيتهم كنوع من العمل الشفائي. فما ينتج عنهم لا يعبر عن الكنيسة، ولكن احتضانهم، على قدر طاقتها، هو ما يجب أن يعبر عن الكنيسة.
  • لا يمكن للمدرسة أن تمارس نوعًا من التفتيش الأخلاقي على كلّ شخص قبل أن تتعاون معه!!
  • إن عبر أحد الباحثين عن ذاته بشكل ما في دوائره الخاصة أو على صفحات التواصل الاجتماعي الخاصّة به، لا يعني هذا أن نشر عمل لهذا الباحث هو موافقة ضمنية على ما يقوم به في مساحاته الخاصة. لا يمكننا أن نجري تفتيشًا على الآخرين قبل أن ننشر لهم عملاً في مجال تخصصهم. فالتعاون يكون في موضوع محدَّد.
  • ينطبق هذا الأمر بوضوح على المؤتمرات الخاصة بالقبطيات على سبيل المثال، والتي تجري في قلب الكنيسة، ويحاضر فيها محاضرين أجانب، وينشرون أعمالهم بعد ذلك في درويات تصدر من مؤسسات قبطية. هل يمكن أن نحاسب تلك المؤسسات على أخلاقيات أو رؤى أولئك المحاضرين أو الباحثين قبل نشر بحث في مجال تخصصهم، أو تقديم ورقة علمية في مؤتمر! لا يوجد مثل هذا الأمر في أي مكان بالعالم.
  • ولكن ما تُسْئَل عنه المدرسة هم من يعملون بها سواء full time أو part time، أو أعضاء مجلس إدارتها، لأنّ أولئك جزء من الكيان الذي قَبِل الكود الأخلاقي (أخلاقيات الاختلاف) للعمل في المدرسة بشكل واضح وملزم ليكون جزءًا منها. وهناك من لم يتمكن من هذا الأمر، ولم يعد يعمل بها ليمارس حريته الشخصيّة في التعبير الفردي بحسب الكود الأخلاقي الخاص به هو، والمدرسة تحترم ذلك تمامًا وتتفهمه، ولكن العمل الجماعي له آليّة تقوم على المشاركة معًا، والالتزام معًا بالكود الأخلاقي للمدرسة.
  • أخيرًا، ومجددًا، من يعمل بالمدرسة، ليس هو من قام بنشر كتاب أو مقال أو ترجمة مع المدرسة، ولكن من كان جزءًا من العاملين الفعليين بها. فبرجاء قبل أن يُنْسَب موقف شخصٍ ما للمدرسة، يجب أن نسأل هل يعمل بها أم لا!!
التمييز ضرورة حتى لا تختلط الأمور على الأذهان.

ما هو موقفكم من قداسة البابا شنوده الثالث؟

قداسة البابا شنودة الثالث هو علامة فارقة في تاريخ الكنيسة القبطية، ولا يمكن لأحد أن ينكر ذلك، ونحن شأننا شأن كلّ الأقباط، نشأنا على عظاته وتعاليمه واستمتعنا بثمار خدمته في كنائسنا، وتعلمنا من كتاباته. ونحن نكن كلّ تقدير وحبّ خالص من القلب لقداسة البابا شنوده، كأبناء ولدنا في المسيح بكلمة الإنجيل، بحسب تعبير القديس بولس. لذا نرجو ألّا نُحمَّل بمواقف آخرين منه، وكأنّها موقفنا (الرجاء التفريق ما بين موقف المدرسة وموقف من ينسبون للمدرسة، كما تم توضيح الأمر في سؤال سابق).