نشر قداسة البابا تواضروس مقالاً افتتاحيًا في مجلة الكرازة، بتاريخ الجمعة 6 يونيو 2014، السنة الثانية والأربعين مقالاً حول مجلة مدرسة الإسكندرية.
نص الافتتاحية:

تصدر في مصر عدة صحف ومجلات، بعضها دوري وبعضها غير دوري، وتتسم بطابع مسيحي خالص أو طابع مسيحي اجتماعي، ولكنها جميعًا تهتم بالتعليم الروحي والوطني والكنسي. ومعظم هذه الإصدارات تهتم بالقارئ العادي، والقليل منها يهتم بالقارئ المتخصّص.
من بين هذه النوعية تصدر”مجلة مدرسة الإسكندرية “
من عام 2009 بواقع ثلاثة أعداد سنوية، ثم بدأت منذ شهر فبراير 2014 بالصدور مرتين سنويًا (وهو العدد 16 الذي صدر في 275 صفحة). وهذه المجلة المتعمّقة تهدف إلى تقديم المعرفة في شتّى العلوم المسيحية بروح الإيمان والتقوى كما عاشتها الكنيسة في القرون الأولى. وتحرص المجلة على انتهاج المنهج الأكاديمي في كل ما تقدمه، حيث تحترم عقل القارئ في توثيق كل ما تنشره وتعرضه من التراث أو الدراسات الأكاديمية الحديثة، وهذا الهدف تعتبره المجلة وسيلة نرتفع بها نحو السمائيات ونتقدم إلى بهاء مجد اللّه فنعبده بفهم وعمق. ولهذا السبب تأخد المجلة شعارها من (إشعياء 9:7) ”إن لم تؤمنوا فلن تفهموا“ (حسب نص الترجمة السبعينية).
ويرعى هذه المجلة دير السيدة العذراء برموس في وادي النطرون مع كنيسة مارجرجس سبورتنح بالإسكندرية. ويكتب فيها عشرات من الآباء الأساقفة والكهنة والرهبان والشمامسة والعلمانيين، وكثيرون منهم حائزون على درجات علمية ولاهوتية رفيعة.
وغالبية المقالات التي ذُكِرت في المجلة، وقد قاربت على مائتي مقالة ودراسة وبحث، تدور في مجملها حول نسمات كلمة اللّه بحسب نغمات الآباء الأول وأناشيد الليتورجيا الكنسية.
تحتاج أمثال هذه الدوريات الأكاديمية والآبائية إلي كل تشجيع وتعضيد وانتشار، لتقوية الحياة الروحية لدي شبابنا وخدامنا وكل بيت مسيحي، لأن فيها عودة إلى الينابيع الأصلية لحياة التقوى والمعرفة الحق للّه في المسيح يسوع. وحقًا قال إرميا النبي: ”اُرْدُدْنَا يَا رَبُّ إِلَيْكَ فَنَرْتَدَّ. جَدِّدْ أَيَّامَنَا كَالْقَدِيمِ“ (مراثي 21:5).

قداسة البابا تواضرس الثاني
افتتاحية مجلة الكرازة image